أعلم بأنك لن تقرأ رسالتي ولكنني أتمنى أن يتم إيصالها إليك وقرأتها لك أهلاً بك في حالمة الثقافة فخامة الرئيس هذه المحافظة التي ولدتْ فيها ها هي اليوم قد كبرت وساءت أحوالها هذه المدينة الصامدة الصابرة على الحصار الجائر المفروض عليها منذ عشر سنوات هذه المدينة الطافئة المحرومة من الكهرباء عشر سنوات والممنوعة من الراتب والنفقات والمشاريع الحكومية وتعاني من صداع جاثم على رأسها، تفتقد حنان الأم كي تُشفى سيدي الرئيس لا شك بأنك رأيت الكثير من ابناء هذه المدينة في الطريق يعملون بمختلف المهن والكثير منهم رحبوا بك وفرشوا لك الطريق بالورد وسترى الكثير منهم وأنت تتجول في شوارع المدينة الخالية من الأفراح ستجد أن هناك الكثير من الشباب يعملون في سواقة الموترات ويعملون في البوافي والمطاعم وفي أسواق القات فأعلم أنهم هولاء لا يعملون في هذه المهن هواية أو طمع ولكنهم جميعهم متخرجين من الجامعات وجميعهم احتفلوا بتخرجهم واستلموا شهائدهم بفرحة كبرى آمليين في الحصول على عمل يحفظ لهم تخصصهم ومرتب يحفظ لهم كرامتهم وحقهم في العيش ولكنهم لم يجدوا ذلك قط فعادوا يجرون أذيال الخيبات ويحملون على أكتافهم الهموم والمعاناة وبين نظراتهم يقبع حزن أم فقدت ابنها الوحيد وهو في سن العاشرة تلك هي تعز العظيمة مدينة الثقافة والعلم وأولئك هم شبابها تارة يعملون لأجل سد رمق الجوع وتارة تجدهم في التواصل الاجتماعي وفي المنتديات والأمسيات والاحتفالات يتحدثون بثقافة المدينة ويكرسون حبها في قلوب الأجيال سيدي الرئيس نحن أبناء هذه المدينة الصامدة التي ارهقتنا فواتير الكهرباء الخاصة فلا يغرك الضوء في المدينة فهو ضوء تجاري وليس كهرباء حكومي أعلم أنك في طريقك نحو المدينة لم تجد الكثير من الحفريات والمطبات في خطوطها والكثير من براميل القمامة ملقاة على أرصفة الشوارع فيها ولم تجد الكثير من البسطات التي يعمل بها ابناء المدينة الذين لم يجدوا ملاذ يلوذون إليه أعترف لك لم تكن تعز كما هي الآن عند زيارتك فقد تم ازالة كل العوائق التي تعيق تحركك وتم ازالة المطبات والبسطات لتشعر بالراحة أثناء سفرك واثناء تنقلك في الشوارع لقد اقتنع اصحاب البسطات وأصحاب المتورات وبائعي القات بأزالة مصادر ارزاقهم لأجل أن تشعر بالراحة في تعز فكن لهم العون بعد الله وخذ بايديهم لتنهض هذه المدينة الواعدة بالحياة. ضع من تراه مناسب في المكان المناسب واخلع من تراه غير مناسب وضع مكانه شخص آخر نحن نفتقد للدولة ونفتقد للشعور بوجودها وإياك إياك أن تغفل عن زيارة النازحين والمهمشين ومرضى السرطان لترى أحوالهم. وحذاري أن تغفل عن زيارة محطة كهرباء عصيفرة لترى حالها وتأمر بإعادة العافية لها
أضف تعليق