من خلال ما حدث في مدينة تعز من استعداد كبير لاستقبال الدكتور رشاد العليمي يتضح أكثر لأبناء تعز وغيرهم أن تلك التلميعات والتجهيزات والحملات الأمنية من أجل مدينة بلا سلاح التي تقوم بها السلطة المحلية في تعز استعداداً لاستقبال العليمي ماهي إلا تغطية للفساد واعتراف منها بأن الرئاسة موفرة لها كل شيء وأن ميزانية المحافظة كلها تصرف للسلطة المحلية بعيدا عن المواطن وحقوقه التي أقلها حصوله على الكهرباء.
السؤال هنا لماذا بهذا التوقيت بالذات تذكرت السلطة المحلية أن المدينة بحاجة إلى حملة أمنية وحملة نظافة وتلميع؟ وكيف ظهرت هذه المبالغ التي صرفت من أجل ذلك هكذا فجأة؟ وإجابة على هذا السؤال تأتي من احتمالين اثنين لا ثالث لهما وهما: إما أن الرئيس يجهل تماما ما تعانيه تعز ولا يتابع أخبارها ولا يهمه ذلك أو أنه أولاها اهتمامًا ولكن اهتمامه بها جاء لأيدي تنهب وتسلب ولا يهمها شيء سوى نفسها أو الاحتمالين معا.
اليوم لسان حال الشعب يقول: لا تصدقهم فخامة الرئيس فهم أزالوا أرزاق المستضعفين من أصحاب البسطات ووضعوا صورك في الشوارع لكي تراها وتسكت عن الفساد
وكان الأولى أن يبقوا على الأقل بسطات المواطنين هؤلاء أصحاب المشاريع الصغيرة الذين تعبوا كثيرًا من أجلها كمصدر دخل لتوفير قوت أبنائهم في ظل الانهيار الاقتصادي وانعدم فرص العمل.
والحقيقة أن العليمي إن كان له قلب سيرى معاناة تعز في كل وجهة يتلفت إليها، هذا إذا ترك فسحة من الوقت من أجل النظر لمعاناة شعبه، سيرى المعاناة في وجهة باعة الخضرة وتحت أعين الذين يتجولون في السوق يبحثون عما يقدرون على شرائة بمالهم القليل، سيرى العناء في عيون أطفال تعز الذين فقدوا الكثير في سنوات الحرب وحرموا من أبسط حقوقهم هنا في هذه المدينة المعاناة تنافس البشر في الكثرة والوفرة.
لن أقدم نصيحة للعليمي ما الذي يجب عليه فعله كما يكتب البعض عن هذا؟ فهو رئيس والرئيس إذا كان أهلًا لمنصبة سيكون قادرا على أن ينهي المعاناة أو- على الأقل- أن يخفف منها، ما سأقوله للدكتور رشاد العليمي هو: كن رئيسًا قولًا وفعلًا ولا تخيب ظن أبناء تعز فيك، وأنت تعلم كم من التضحيات الجسيمة قد قدم أهل هذه المدينة!
x
أضف تعليق