إعلان علوي

بم أفكر ؟

بم أفكر ؟

تعز .......
المحافظة اليمنية الأكبر سكانآ والأكثر تنوعآ والأكثر تعقيدآ ...
منها تمتد القوى جميعآ وفيها تتجذر الانتماءات والكيانات والتكتلات .....
تعز محور الصراع وبؤرته منذ مايقارب عقد من الزمن ....
تدفع ثمنآ باهضآ ولاتعرف أسبابه ....
يتمزق فيها النسيج الاجتماعي يافيس الى درجة تزعج المرء العاقل .....
الجميع يسعى لتطويعها والجميع يحاول الاستئثار بها .....
تعز يافيس هي المدينة الوحيدة التي تراها يافيس مخنوقة منذ سبع سنوات .....
تعز يافيس هي المحافظة التي ستتغير عبرها خارطة اليمن السياسية إن صار هناك تغييرآ على المدى القريب أو البعيد ....
تعز ستنفض غبارها في حالة واحدة يافيس وهي حينما تجد مشروعآ حقيقيآ يحاكي طاقات وقدرات التعزيين الكامنة فيهم ....ويتجاوز الانتماءات والاتجاهات الموجودة فيها ....
تعز يافيس بحاجة الى من يسعى لتحقيق مدنيتها وحلمها وذلك بالعمل بصمت وعدم التأطر هنا أوهناك ....
تعز يافيس فيها ملايين البشر وهناك نصفهم أو يزيدون ممن لم يؤخذ رأيهم ولم يبذل جهدهم ولم تحدد وجهتهم يافيس...
 وعليك يافيس أن تعي جيدآ أن تعز ستفلح وستخرج من دواماتها حينما تؤمن بمستواها وتعرف قيمتها وتتخلى عن تقزمها وتشطرها وتشظيها وتحقن دمائها وتعود لوعيها وثقافتها ونضجها......
حين تتخلى تعز عن كل سلوكيات التناحر والتصارع والتشرذم 
وتؤمن بالتكامل والتناغم والاندماج والتآزر ....
حينما تسمع جيدآ صوت عقلها وتحترم الفقير والمهمش والمشرد وتحترم المنكوب .....وتؤمن الخائف .....
وتنبذ المتطرف .....
وتنصف المستحق ...
.وتبتعد عن كل مامن شأنه خلق المماحكات والكراهيات .....
على تعز استشعار دورها والمضي قدمآ في أدائه.........
ياتعز عليكي أن تدركي جيدآ أن الانتماءات الفكرية  هي السم القاتل لك .....
وأن الولاءات للخارج هي الطامة الكبرى عليكي....
ياتعز عليكي أن تصنعي مؤمنين بك أنتي إن أردتي الخلاص من كل تلك الأوضاع المأساوية التي تعيشينها ......
.يؤمنون بك إيمانآ مطلقآ مهما كانت قدراتهم ومستوياتهم وحضورهم ....
عليكي ياتعز أن تطوعي الجميع على حبك ورحمتك والتلطف بك وتقربيهم منكي وتداعبيهم على الارتباط بك .......
ياتعز لن تنتصري في  طالما لاتحملين مشروعآ ولن تهزمين عدوآ وأنت بهذا التجزأ والتفكك والتقاتل .....
احملي فكرة وضائة واجمعي حولها أبنائك بأمومتك ياحالمة ......ولتكافحين ولتناظلين دون تردد بعزم الأم الحنون وتدبير الأب الحريص .....
ومن أبر  بك أبر ومن عقك عق ......
ومن أطاعك أطاع
 ومن عصاكي عصى
 ومن صدقك صدق 
ومن خذلك خذل ....
.وهذا ديدن الأم والأب وديدن المدن العريقة حين تدلهم فيها  وعليها الخطوب والحزوب  والكروب.......
عليكي ياتعز أن تفكري بشكل جدي جاد وبمسئولية كبيرة تجاهك ياتعز وتجاه تاريخك اللطيف بنفسه المتلطف بجماله الحريص على تميزه المصر على بروزه.......
ولتسيرين مع مشروعك بنفسك قلبآ وقالبآ ......
وهناك ستزيلين الحواجز كلها بنفسك وبأبنائك المحبين لك بطبيعتهم ووفق فطرتهم .........
✍️عبدالرحيم الحميري



ليست هناك تعليقات