إعلان علوي

الوطنية الصادقه

بم أفكر ؟

                       الوطنية 


إن من أبر البر أن يصل المواطنين وطنهم ويتصلون بوطنيتهم مبتغين بذلك وجه المواطنة العادلة يافيس .

إن المضي قدمآ من قبل المواطنين نحو حوار وطني حقيقي جاد وشامل يعد أمرآ لازمآ للمواطنين ويلزم أن يكون بشكل جديد يعتمد على إيصال مواطنين وطنيين إلى صدارة طاولة الحوار وانتقاءهم دون تلك المعايير التي تعتمد على المحاصصات أو حتى الرصيد السياسي أو الخبرات العملية أو الشخصيات الاعتبارية ولاحتى أولئك الذين شغلوا العديد من المناصب في الأحزاب والوزارات أو الهيئات والسفارات بل بنوعيات وشخصيات وطنية تخلفت وتوقفت بإرادتها عن التآمر على الوطن وفضلت البقاء فيه حبآ له وخوفآ من إسهامها في خذلانها له أو حتى مغادرة أراضيه وعدم التفكير بالاستعانة بالحلول من خارج دوائره الوطنية ودون القفز وتجاوز سيادته ودون تبرير لأي جريمة من الجرائم الحاصلة فيه والخروقات والتجاوزات والانتهاكات التي يتعرض لها يافيس.

شخصيات وطنية لم تتلوث أياديها بأموال مدنسة من الداخل أو الخارج ولم تتخادم مع المتربصين به أو الطامعين به وبمغرياته وبمفاتنه  ولم تنجر خلف المنتصرين داخله ولم تتذلل لحظة  للباطشين به ولم ترتجي نفع المستأثرين  بخيراته يافيس.

إن التمدن الوطني الحقيقي أقرب للسوية من التصلب الموقفي الذي تراه  بإسم الوطن والذي لايرتكز على وطنية حقيقية بل مجرد شعارات وهمية مظللة وخادعة ولايعتمد ذلك التصلب في نهجه على المواطن ولايؤمن أصلآ بمواطنته ولايحترم مكتسبات وطن ولايبالي بحياة مواطنين يافيس.

إن فدرلة الوطن من قبل مواطنيه وبصورة عاجلة هي الخطوة الأولى والهامة والمهمة والضرورية للوصول إلى المواطنة المتساوية والوطنية المنشودة يافيس.

إن التسلح الوطني بالوطنية هو النقطة الجوهرية للاسلام الفعلي والدين الحنيف يافيس .

إن التقرب الوطني للوطنية وابتغاء مرضاتها بشتى الأساليب والوسائل والأفعال الممكنة هو الفعل الصحيح واللازم للمواطنين وهو الطريق المؤدي إلى الله عز وجل  يافيس.

إن من يستمر في التفكير والاجتهاد من أجل عزل الوطنية عن انتمائها للأديان السامية وانبثاقها منها بمختلف أنواعها إنما يفكر بعلمنة الأديان وتجزئتها وتجزيئها وذبحها من الوريد الى الوريد وليس ذلك من الحق في شيء يافيس .

إن التقرب الوطني والتنقيب عن مآثره هو التقرب إلى الله  زلفى ومن الضروري للمواطنين تسديد المتأخرات الوطنية لمواطنتهم المهجورة منهم والمهملة والمسارعة في طلب المغفرة والغفران الوطني واستباق الزمن للوصول إلى جنات الوطن وقطوفه الدانية إن كانوا من الفاعلين يافيس.

إن التوغل في البحث عن الحلول دون وسائل وطنية وأفكار ذات صلة بها ليس سوى المزيد من هدر الوقت والجهد وتوسيع التعثر وتتبع السراب يافيس.

إن حماية حياة المواطنين من كل الأخطار لن يتحقق إلا بحماية وطنياتهم ووطنهم والخوض في حرب وطنية شاملة وكفاح وطني عظيم  بشكل يختلف تماما عن هذه الحروب العبثية والدموية وتهدف إلى إستعادة المواطنة بشكل واضح ومعلن وصريح يافيس.

إن كل النتائج الكارثية التي حصدناها جميعآ حتى اليوم ودون استثناء أحد كانت وستبقى نتاجآ لتوجهاتنا المجردة من الوطنية الفعلية الأساسية والتي بعناها بثمن بخس دراهم معدودة ونحن في أول الطريق وبإمكانك أن تتأكد من ذلك يافيس .

إن كل فرد فينا مهما كانت نواياه وأفعاله وخدماته ورصيده في الأوساط حين يغفل ويعطل الجانب الوطني لديه فإنه سيظل ويبقى ريشة في مهب الريح ولن يشعر بشيء من السعادة الوطنية يافيس.

إن من لاوطنية له فليس له وطن ومن ليس له وطن فليس له ثمن ومن ليس له ثمن فوجوده سواء والعدم يافيس.

إن الفلاح الوطني هو الفلاح الإنساني والقومي والأممي والشخصي والإقليمي والحضاري والمدني ولن تستطيع أن تثبت مهما بذلت من جهود بأن هناك من أفلح سواء فرد أو دولة أو أمة من الأمم دون أن ينطلق من وطنية خالصة متينة صلبة يافيس.

فكيف تتميز وأنت لاتنطلق بأي فعل من أي منطقة جغرافية بمنطلق مواطنتك معربآ من خلال تراتيلك الوطنية وأنشودتك العملية عن حضورك واستيطانك ومايترتب على ذلك من استقرارك ثم رغبتك في محاكاة الوطنيات المجاورة ثم العمل بقوة على منافستها وسباقها ورفع رأيات السباق الوطني في كل منطقة وطنية وفيدرالية متجانسة والوصول إلى مراحل المباهاة والعروض الوطنية المباشرة التي ترفع هامات المواطنين السماء وانتظار النتائج وهكذا وهكذا فعلت وتفعل أعظم الدول والامبراطوريات الوطنية التي وصلت وتصل إلى أن تجوب قوتها وحضورها وسيطرتها معظم أرجاء الكرة الأرضية في قديم أوحديث للزمن  وهنالك يمكنك أن تتأكد إن شئت من تصريحات ناطقيها وستشتم روائح مواطنيها أيضآ وحينها لن تجد سوى روائحهم الوطنية الزكية التي تفوح في أوطانهم وكل نطاقات حضورهم هنا وهناك قد تقتنع بجدوى الانطلاقة  الوطنية والاعتداد والاعتزاز الوطنيين يافيس.

إن الوطنية وحدها هي من تجعل اللسان ينطق علنآ بما يجب عليه النطق به والقلب يصمت خاشعآ في حرم الوطن تقديرا له ثم يعلو بقوة إيمانآ به وليس نفاقآ وطنيآ في وجهه يافيس .

إن الوطنية الإنسانية الجميلة والغير مزيفة أو المحرفة هي الاحتياج الكبير للمواطنين أجمعين لنيل مواطنتهم كما أن الوطنية هدي كل من اهتدى السبيل من التيه والتشرذم والظلال  يافيس. 

إن أي شعب لايسكنه وطنه حبآ وتكريمآ لن يدوم له سكن كريم في الوطن لأن الأوطان لاتكرم إلا من يكرمها مثلها مثل الإنسانية والحياة كما أن الوطنية لايمكن أن تستسيغ العمالة أو تبررها أو تقوم بها ولذا يمكنك بصورة أقرب أن تعتبر الوطنية هي الكنز الظاهر والمتاح لكل مواطن يتصف بها ويناظل محافظآ على مواطنته كما أن الوطنيين هم أولئك الذين يملكون أهداف واضحة ومشاريع وطنية نافعة ونهجهم واضح ومستساغ سهل ممتنع يافيس.

إن الوطنية الضاربة في الحضور والفاعلية هي تلك التي تمتلك القدرة على قطع رأس الموت المجاني الذي يذيق المواطنين الموت بشكل يومي وتلك الوطنية التي تمتلك سكين العدل الوطني وتقطع ذلك الرأس وعلى مرأى ومسمع من المواطنين المذبوحين كل يوم هي الوطنية التي على المواطنين الإنحناء أمامها وتعظيم السلام الوطني لها وتقويتها يافيس .

 كما أن الوطنية تتحقق بتحرر الإعلام واحترام مهنيته وإدارة ظهر الشعب وصرف نظره عن الهبات والمنظمات والمانحين يافيس.

إضافة إلى الذود عن السيادة وحضور الشرعية التي يختارها المواطنين بمحض اراداتهم الوطنية وتتجسد حينما تصبح الاحزاب  متحررة من صراعاتها البينية وليست بهذا التأزم والثأر الشخصي ولا بتلك الاستماتة على مصالحها الضيقة يافيس.

الوطنية يبزغ فجرها حينما ترى المشهد العام ناصرآ للوطن وحريصآ على المواطنين بالدرجة الأولى يافيس.

الوطنية تنمو عندما يهتدي الشعب كل الشعب لكل مايمكنه من التحرك الفعلي المتاح وحينما يشترك الجميع في الانتصار للأهداف الجمهورية وانتشال كرامة الوطن والمواطنين من الحضيض وإعادة الاعتبار للتضحيات والحد من استنزاف المواطنين يافيس.

الوطنيين هم أولئك الذين يتحركون بصدق وطني في تنظيم أنفسهم وترتيب المواطنين وقصد الشعب والاتجاه به ونحوه ومنه وإليه لاعليه يافيس.

الوطنيين هم أولئك الرجال ذوو الضمائر الحية التي لاتنسى أدوارها ولاتتخاذل عن واجباتها ولاتتخلى عن مسئولياتها تحت أي ظرف من الظروف مهما كان عصيبا .

 هم أولئك القادرين على صناعة العجائب وتحويل الشعب إلى أقوى أطراف المعادلة وقلب الطاولة له على جميع المتلاعبين به والعابثين بكيان الوطن وهويته ووجوده يافيس.

الوطنيين هم أولئك المتلطفين بالمواطنين الساعين لتحقيق توفيقهم ومؤازرتهم سرآ وعلانية 

هم أولئك القادرين على النهوض بالناس من دواخل أنفسهم  بأفعال صادقة وقلوب سليمة وقيادة نزيهة .

الوطنية لن تأتي إلا حين يعتمد المواطنين على أنفسهم ويستعينون بخالقهم ويحملون قناديلهم الوطنية من الوطنيين الحقيقيين  فوق رؤوسهم ويحمون رجالهم ويذودون عن رموزهم وفرسانهم الحقيقيين ويعملون على بلورة كل حركاتهم المجتمعية الرافضة للهوان الوطني بعزم وعبقرية ودهاء وطني ويتكاتفون ويتعاضدون مدركين ضياع الوقت متحينين إطلاق شرارته الوطنية ومزامنتها مع الحتمية اللازمة للبدء والتحرك الذي لايبقي ولايذر ويستجيب له القدر ويرحل عنه الخطر ويخطو ويصل إلى المستقر يافيس.

الوطنية ليست سوى عصارة أرواح متفاهمة وعقول متناغمة وقوى متزامنة وعلاقات متوازنة وأطراف متعاونة وجموع  ليست بحياتها ومستقبلها متهاونة تجري في دمائها روح الثورة ويسري في شرايينها عبق الحرية ويسطع في وجوهها المستقبل المرجو ويتلألأ في عيونها المجد العظيم يافيس.

الوطنية هي التخلي عن الفشل والابتعاد عن مغالطة المصير المشترك والسير قدمآ في درب الكفاح والتمرد على الخوف والتشبع بالثقة الذاتية  والتعبد الوطني بالحب والتحلي بالثبات واستدراك الهداية بالكفاح  والتنبؤ بالنتيجة بالأمل والاعتماد على النفس الوطنية بالنزاهة المؤمنة (ياإيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون ).

الوطنية عدم الخوف من السقوط والتحول إلى الأسوأ  وهي حماية الأهداف الثورية وتوسيع الحنين الوطني اللازم للمواطنين والذي يحقق بدوره حضورهم في شتى نواحي الوطن في وطن يؤمن لهم شروط الحقوق ويحميها وإن من لايستطيع الحضور في الوطن كما يريد فإن الذي منعه من حضوره هو المعادي للوطن والمواطنين والكافر بالوطنية وعليه فإن على المواطنين الذين لايعتبروا أنفسهم رعايا بل وطنيين أن يحولوا التاريخ والجغرافيا والثقافة الوطنية إلى علاقات بينهم البين لصناعة التحول الوطني الذي ليس فيه مستبد أو طاغي أو معتدي أو نافي  في وطن فيه إنصاف وشعور بالسعادة يافيس .

إن الهدم الوطني للمكتسبات الوطنية المتراكمة والمكتسبة  منذ سنين يجعل من الوطنيين أقرب للتساقط من خلال البحث عن وطن آخر يافيس.

الوطنية هي تلك التي تضع استراتيجياتها الشاملة لمحاربة جذور إرهاب مواطنة المواطن وترويع فكره ونهب اقتصاده ومصادرة تعليمه وانهاء خياراته والوطنيين هم المدافعين والمقاومين عن الوطن بمقاومتهم للأفكار الشمولية والرجعية والدكتاتورية والمذهبية والسلالية والعرقية والمناطقية من منطلق وطني بحت والاستفادة مما أنتجته الحضارات الوطنية والسعي الحثيث لرعاية شئون الناس والاهتمام بمصالحهم وحل مشكلاتهم والشعور الكبير بالحب والانتقال به من الوطن إلى الوطنية باعتبارها هي حب الوطن نتيجة الشعور اللاإرادي بالانتماء إليه ومايترتب على ذلك الشعور من شعور بالكرامة والعزة والأنفة والإباء والألفة والأمان والحرية والثبات على الأرض والتي لايستطيع أحد أن يقول للمواطن إذهب منها أو طرده وإخراجه عنها لذا فالشعور بالوطن نفس هذا الشعور وأي شعور آخر يعتدي عليه فإنه إعتداء على الوطن كشعور عدائي ولن يتم اجتثاثه واقتلاعه الا من ذلك الوطني وكيانه وبأسلحته الوطنية ومفاهيمه ومعاوله يافيس.

يستحيل أن تجد إنسانآ على وجه الأرض يغادر وطنه وهو يشعر بالسعادة فعلاما نغالط أنفسنا ونقلل من أهمية الوطنية فمهما كانت المغريات خارج الوطن فإن تركه صعب للغاية ومشترك بين الجميع وبنفس الصعوبة والتحسر لأن الشعور له حساسيته وموقفه ورأيه لدى من  يفارق وطنه .

إن خوف الإنسان على حياته هو من يحمله أحيانا لترك وطنه والانسلاخ من وطنيته .

إن التدمير الأيديولوجي لمفهوم الوطن والوطنية لدى المواطنين أسوأ أنواع التدمير الوطني لوطنية المواطن كما أن استمرار وجود الايديولوجيات التي تعمل على تبرير تدمير الوطن وإيصال المواطنين إلى مرحلة العيش التي لايستطيعون فيها أن يتنفسوا هواء الحرية الوطني واستعصاء عودتهم الحقيقية إلى حضن الوطن الحنون الذي يخلق لديهم الشعور بالسعادة فإن ذلك يخلق لديهم شعورآ عكسيآ يجعلهم يشعرون بأن وطنهم تحول إلى جحيم نتيجة الحكام الظالمين المتحكمين بالوطن ونتيجة لذلك يصبح الحضن الوطني الذي يتسع للجميع يضيق ذرعا بالجميع ويشعر المواطنين جميعا بالاحتضار الوطني والذي يعيشه الوقت نفسه كما تراه اليوم يافيس .

من الضروري أن يبدأ تخلق وتخليق وخلق الحب للوطن لكيلا تصبح ترى حب الوطن والتغني به ينطلق من أفواه الطغاة ويتمكنون تماما من مغالطة المواطنين فالوطن لاسقف له باعتباره فضاء يسبح بأجنحة الوطنية التي لها الإمكانية على الطيران وبدون اطارات محددة لذا ليس هناك وجود حقيقي لما يمنعك من قيامك بالتحليق والطيران الوطني وليس هناك معايير شكلية للوطنية فالوطنية حب لكل ماينظوي وينطوي عليه الوطن والوطنية ألا تخون وطنك ولاتستغله ولاتتربص به ولاتغزوه ولاتسهل لغزوه ولا تداهن محتل أو تسوق لاحتلاله فليس هناك غازيآ أو محتلآ وطنيآ ولن يكون ولن يصير ذلك كما أن الوطنية الصادقة عدم التفكير بالحفاظ على السلطة وحمايتها من جهة غير جهة الشعب الوطنية وهي عمل يحقق الارتقاء الوطني تعليما وإنتاجا واقتصادا وصحة ومعرفة وصناعة وآدابآ وحرية والسماح لها لتقول قولتها ودعم العقول والتفكير والتعليل والتطوير يافيس .

الوطنية إنتماء وإنتاج لعقل المجتمع الوطني المحكوم بكل حرية كما أنها ليست تعصبآ فالتعصب ليس من الوطنية في شيء كما أن النزعة الشوفينية المعادية للإنسان ليست وطنية والنازية كنزعة قومية تحتقر القوميات الأخرى هي الأخرى ليست وطنية والنزعات الشريرة والدكتاتورية والاستعلاءات الأسرية والمناطقية ليست وطنية ولاتمت إليها بصلة وكل اتجاه يريد التحكم بالوطن وتوظيف الوطن لصالحه ليس  وطنية لأن حجم الخراب الذي يحدثه هؤلاء في الوطن أكبر بكثير مما نراه ونتخيله يافيس .

كل النخب المنتمية للوطن باتت اليوم تجد نفسها أسيرة للحيرة والملل من نفسها نتيجة عجزها عن رفع الأثقال الملقاة على الجسد الوطني يافيس ولكن ذلك لايعني أن تتوقف وبإمكانها أن تخرج من أماكنها وتغير تمركزها وتحركاتها بشكل وطني أنسب يافيس ....

✍️عبدالرحيم الحميري

ليست هناك تعليقات