إعلان علوي

ثورة الجياع

 بم أفكر ؟؟؟؟؟

            ياإلهي أين ذهبت عقول الناس ليتلقفوا ثورة          إسمها ثورة الجياع 


إن إستمرارنا في التعاطي مع الصراع الذي نعيش فيه وصنائعه التي يتم إعدادها لنا ومراراته التي نتجرعها جميعآ وذواتنا التي تزداد تذمرآ من الحياة يوما بعد آخر لدرجة أنها تكاد تصرخ في وجوهنا معربة عن رغبتها في القيام بثورتها وتوسيع رقعتها وحضورها هو ماينبغي أن نهتم به ونخرج من زنازيننا رافضين البقاء فيها على هذا النحو والتوقف عن التهرب أو إخفاء مانعانيه وماتفصح عنه أوجاعنا والكف عن التمسك بالتهرب عن إعادة النظر في أنفسنا ومايعتريها والدخول المتعمق في قراءة أرواحنا الثورية وسيسيولوجيات نفوسنا لتحليل شئوننا الاجتماعية وآثارها الاقتصادية وانعكاسات ذلك على جوانبنا الاقتصادية وأزماتنا النفسية والأمنية والفكرية والمعتقداتية يافيس.

إن الامتعاض من الضياع الذي نعيشه والأفكار التي أصبحنا نحملها والجهود التي نبذلها والطاقات التي نهدرها والفساد الذي نعمل على تمكينه والسيوف التي نمنحها  رقابنا والقبول بالوصول إلى الأماكن التي لاينبغي أن نصل إليها ولاالتحرك باتجاهها والهروب من الحقائق والأدوار والارتدادات الوطنية التي نرتدها هو إمتعاض واجب وضروري جدآ لنا يافيس.

إن اعتمادنا على اتجاهات الذات الخاصة بنا في كل أفعالنا وأقوالنا لن يصنع لنا سلامآ ذاتيآ ولن يسهم هذا الاعتماد في صناعة أي تحول إيجابي يكون لنا بصمة فيه على الإطلاق يافيس .

إن إطلاق العنان لذاتنا والسماح لها بالتوغل في ذوات الآخرين بناءآ على نزعاتها وطموحاتها ونزواتها وخباياها هو سماح متعمد وتفويض واضح  بالاعتداء على الغير قبل حدوث الاعتداء الفعلي وإتمامه يافيس.

إن أهم الخطوات التي ينبغي علينا اتخاذها هي إيقاف تفعيل كل مايضر الغير ويلغي حضور وفاعلية ضمائرنا واعتماد الحضور الرسمي والدائم للضمير في حياتنا والتوقف عن المبالغة في أفعال الآخرين والتحول الجاد والصادق من التوغل في تلك المبالغات إلى نقاش أخطائنا وتقبل العقاب والجلد والاستعداد للقبول والبدء بالتأثر وتحميل أنفسنا بصورة فردية المسئولية عن تلك الأخطاء مادمنا بلا ضابط عام ورابط إلزامي مشترك ودون معايير ملزمة أو قوانين صارمة أو خطوط حمراء يافيس .

من الضروري أن يصبح رجائنا هو التعلم من أخطائنا والسعي للسيطرة على طبائعنا شيئآ فشيئآ كون ذلك فيه خيرآ كثيرآ فهو أشد تثبيتآ لنا  وأنفع من أن نمضي كل أوقاتنا في ميادين طبائعنا الأنانية وننقاد خلف أوامر نوايانا التي تحثنا على حماية قناعاتنا المضرة بغيرنا ودفعنا لتقوية التنافرات فيما بيننا وتكثيف التكتلات الهادفة لفرض أهدافها يافيس.

وعندما يبدأ الجميع ببحث ماعليه البحث فيه دون الإلتفات للبحث عن غيره كلما شعر الجميع بإمكانية الحلول يافيس.

كما أنه ليس لأحد الحق أن يتجه صوب غيره في الوقت الذي لايزال فيه عاجزآ عن الإسهام بدوره في طريق الحل الذي يرجوه ويزعج الآخرين بحتمية العمل من أجل الوصول اليه والإسهام فيه مستمسكآ بالضجيج وازعاج الآخرين  يافيس.

إن التوقف عن الاستمرار في استحمار الآخرين(عفوآ على كتابتها) واعتبارهم أكثر فهمآ لكل مايدور حولهم وإن بدأ فيهم تجاهلهم لكل مايتوصلون إليه وتعامسه أو إخفاؤه ضروري وتقديري ولازم أخلاقي كي يبقى عدم استغفال الناس جميعآ بمن فيهم مستغفلين أنفسهم بأنفسهم  هو التعاطي الأفضل كتأسيس للأمل بوعي الجميع وإمكانية وعي الكل يافيس .

إن المشكلة الكبرى البارزة على السطح المجتمعي اليوم  أن الكل يكاد يعرف الخلل ولكن لاتجد حتى البعض يتصدى صادقآ ويبدأ  في محاولات  إصلاحه يافيس.

الجميع صار يعرف مصادر الشر ومنابعه والجميع يدركون  من يتلاعبون بهم لكنهم جميعآ يكادون وكما ترى  يتقبلونهم ويتقبلون الآلام التي يمدونهم بها ولايقصرون يافيس.

لقد تعود الناس في هذا المجتمع تحديدآ وكما يتعامل معهم المؤثرين على أدمغتهم تعودوا على طاعة من لاتعني له كرامتهم شيئا ولامواطنتهم ولاحقوقهم ولاآدميتهم  يافيس.

سترى هناك غالبية عظمى مضطهدة تشتد حاجتها يوما بعد يوم لكن يزداد صمتها وانهزامها وتراها مغلوبة مغلولة اليد ليس لها حيلة ولم تعد حتى راغبة بالتخلي عن أحد أو الارتباط بأحد وهنالك ستعود وقلبك  محترقآ  وصدرك ضيقآ مكدرآ بالكآبة والملل والضيق وستعود إلى نفسك يافيس وأنت تنشز من تعلمك من الأخطاء التي ترتكبها معتبرآ نفسك أحد ضحايا غيرك ولست ضحية تفرقك وارتهانك وبيعك وشراءك وصمتك وخوفك وإذعانك وإفراغك بمحض إرادتك لمبادئك وقيمك وعدالتك وحتى أعرافك وعادات آبائك وأجدادك النبيلة وعدم ألفتك وتقبلك لبعضك ولغيرك أو حفاظك على حياتهم وحياتك يافيس.

لم نسأل أنفسنا يافيس ماالذي ستجلبه لنا كل هذه الحروب ؟

لم نتوقف عن المجاملة التي نسعى من خلالها لكسب ود اصدقاء لنا كما تزعم لنا نفوسنا وتوسوس .

متى نقتنع أن مواجهتنا للمسيئين جميعهم حتى من يعتبروننا في جيوبهم والوقوف في وجوه إساءاتهم هي الضرورة التي علينا فعلها وبصرامة ودون تململ يافيس

نحن جميعآ نشترك في الرغبة في فعل الأشياء الصحيحة لكن غالبيتنا لايفعلها لأننا نضع الاعتبارات ونتعامل معها وفق تحضير الإحراجات وتأكيدها والعمل بها وبموجبها وهذه طامة كبرى يافيس.

يفترض أن يتشكل مستقبلنا وفق آلامنا وأوجاعنا وحرماننا الممتد من أطراف الماضي حتى أقاصي حاضرنا المرير الذي نتجرع فيه علقم المنع والامتهان والإبعاد والاستغفال المكشوف لدينا والذي نعرفه جيدآ  يافيس .

ماالذي يمنعنا من أن نتعمق ببراءة  في تناول الأفعال الشنيعة التي يمارسونها ضدنا ونعلن رفضنا الخالي من كراهيتنا للآخرين وندعوهم إلى التعامل معنا وفق الصراط المستقيم ونكون حذرين أشد الحذر أن نتورط في قبولنا بكيدهم علينا وتوريطنا وتحويلنا إلى خونة وعملاء وتابعين ومنفذين أجندات لطرف خصيم لهم أكان في الداخل أو الخارج 

في نفس الوقت

 لم لايكون علينا ألا نتقزم في إبط أي طرف من الأطراف ولماذا لانحثهم جميعآ على إعادة النظر فينا وتجاهنا 

ولماذا نرجو منهم خيرا يافيس.

 ماالمانع من أن  نتحول إلى قطبآ شعبيآ كبيرآ وغالبآ ومجردآ ومنيعآ يصبح روح الشعب التي لاتفوقها روح  في الانتصار عازمة على هزم كل روح ذات أو مجموعة أنانية محبة فقط لنفسها وليس لها القدرة على الاندماج الروحي في روح الشعب التي لايحتكرها طرف يافيس.

من المجدي نفعا في المراحل القادمة أن نقوم بعمليات الاستقصاء الجريء والحق الذي لايراد به باطل كما يقوم به البعض وأن يكون لكل الممارسات التي تمارس علينا ونصل بموجبه إلى نتيجة ونعرف كيف نتعامل مع مالاينفعنا ونتعلم من خلال التتبع الذكي كيفية البدء في رفع ستار خوفنا وكشف وجهنا الذي سنتعامل مع الجميع به يافيس .

إن الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس والتنازل عن كل ماينبغي التمسك به لسبب الخوف من مصيرنا وماسيواجهنا هو استحمار منا للتحديات اللازمة علينا واستخفاف منا بشخصياتنا وقدراتنا وكينونتنا ( اعتذر عن تناول هذه المفردة ) .

إن التضحيات التي نتهرب من تقديمها يوما بعد يوم ستجعل مستقبلنا خاليآ من أي ثمار وسنكون فيه  أضنك وأشقى مما نحن عليه في  حاضرنا يافيس.

إن عدم نظرنا إلى الماضي من أجل معرفة مايجب أن نفعله في الحاضر كي تكون حياتنا أجمل في المستقبل هو استحمار كبير بأدوارنا (المعذرة أيضآ لتكرار الكلمة).

إن توازننا  حين نجعله يطوف شاملآ كل الأطياف في المجتمع الذي نعيش فيه دون تمييز أحد هو الذي سيعبر بنا وبهم  جميعآ إلى بر الأمان ذات يوم وحينما نكون قد تمكنا  أن نستوحي مانفعله أو نقوله أو نكتبه ليكون واقعآ يجسد وضع المظلومين على وجه التحديد فإننا بجدارة نكون نحن الممثلين لهم ولاأحد سوانا فلنحاول باذلين جهودنا أن نمتلك مطارات عقلية قادرة على استيعاب ترانزيتات الهبوط والإقلاع بإمتلاكنا فضاءات خيالاتنا ومدرجاتنا الممتلئة بوطننا وهموم مواطنيه وسوف تزول الشدائد وتستكين الحياة وسندنو منفردين بأريحية الثقة وستتقدس بنا ومنا التوجهات الحميدة وسنصبح نحن اللطيفين بأخلاقنا وأدبنا وإلهامنا وسنصيغ نحن الحلول وسينتهي بنا الانقسام وسيزول الحصار وستتوحد ذات يوم بنا الجبهات وستفتح الطرقات وستتبدد  المآسي وحينها يمكن يافيس أن نصبح مرجعية لكل مستنير واعي تمتزج عاطفته بصدق إصراره وشجون آماله وشجاعه بوحه نتيجة نمو روحه الجميلة ودورانها حول ركائز البقاء الحيوي الإنساني الكفيلة ببذر كل مايقوي الاستمرار الذي يفجر طاقات الناس الكامنة ويجرد الجلادين عن وسائلهم الفتاكة بالأحياء يافيس.

إن مسئوليتنا اللازمة هي أن نجعل كل هذه الذئاب تختفي من وطننا ونجعلها تقتنع أنه لامكان لها فيه كذئاب مفترسة متوحشة طاردة للإنسان وإنسانيته والدور لنا وليس لها فقد بلغت ذروة توحشها ووحشيتها وعلينا ألا نستمر بالسماح لها بالاستمرارية على خشبة مسرحنا الوطني وحذاري أن نكتفي بتعديل أدوارها إن طلبت منا تلك الذئاب ذلك أو سمحت لنا ببعض الأداء كترويض منها لنا  للإجهاز علينا وافتراسنا فنحن المتن والثابت وهي العارض والهامش والعلة   يافيس.

إنه لمن العيب أن ننتفض أو نفكر بالانتفاض والانتفاخ والصراخ والمظاهرات والمسيرات ورفع اليافطات والشعارات مطالبين بلقمة عيشنا معربين عن ثورة جوعنا وخواء بطوننا كما يحدث هذه الأيام  يافيس.

ممن نطلب وفي باب من نتسول ولمن نمد أيدينا اليوم وكيف نصرخ وهل لازال فينا حياءآ من أفعال كهذه  ؟

ألا تلاحظ أننا نطالب رئيسآ لايقوم سوى بزيادة ساعات النوم بعيدآ عن البلاد نزيلآ في الفنادق متسولآ باسمنا  هو ومن معه وشرعيته المزعومة ؟

ألا تلاحظ أننا نعاق عن طرقاتنا ويتم إبعادنا عن أهلنا وتمزيق أواصرنا وتقييد تحركاتنا وزيادة الحواجز والمعابر والأحزمة والنقاط وتتويهنا وترويعنا في بلادنا وقطع أوصالنا وأكل قوتنا وقطع رزقنا وحز رؤوس خيارنا وأبطالنا والتآمر على قناديلنا والتنكيل بكل من يتطلع لإعادة إعتبارنا والذود عن شرفنا وكرامتنا يافيس؟

ممن نطلب وبمن نلوذ والى من نرفع ثورتنا وهل الثورات يتم طلب تحقيق أهدافها إن كان لها أهداف حقيقية يافيس؟

أليس هذا مزيدآ من الانبطاح والإنقياد والاستغفال والى متى سنظل نتلقف كل هذا الاستحمار(المعذرة) ونتحرك بموجبه ؟

وإلى متى سنبقى بيادق بيد أعدائنا الضاحكين علينا والناقمين منا ومتى سنعرف صديقنا من عدونا فنكون صادقين مع الصديق حذرين من العدو ؟

ألا نستحي من أنفسنا ونحن ننشغل بحشد طاقاتنا ونفوسنا  لتمرير مخططات من أوصلونا إلى هذه الحالات المثيرة للحيرة والشفقة ؟

وكيف نتعامل مع مصيرنا بهذه السذاجة وخفة العقل وبمثل هذه التورطات والأساليب في الوقت الذي قد تلبدت آفاقنا وكأننا صرنا فاقدين للعقل ومن هاوية إلى هاوية ومن حفرة إلى حفرة ومن مستنقع إلى منزلق ومن وحل إلى وحل ألا يكفينا إستحمارآ لأنفسنا وامتهانآ لكرامتنا بأيدينا؟ 

هل سنفيق بهذه التصرفات والانقيادات وهل يليق بنا كل هذا العمى رغم هذه الأوجاع التي تكتظ بنا ؟

متى سنتيقن من فشل حساباتنا وانهيار تعويلاتنا وخيبة ظنوننا ومتى سنعتمد الحقيقة مرشدآ وفنارآ نهتدي بها ؟

ألا يكفينا السماح للوعي المشوه بالعبث فينا وإيقافه عن تدمير ماتبقى فينا من عمار ؟؟؟؟

وسوف أنبئك شيئآ إن كنت مؤمنآ (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين )

ربما قد تم لدغك من نفس الجحور أكثر من عشرين مرة وبإمكانك أن تتذكرها إن شئت وهذا طبعآ في الأخير شأنك وأنت من تتألم ..........

✍🏻عبدالرحيم الحميري 


ليست هناك تعليقات